السَّلاَمُ عَلَيْـــــــــــكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ
لحمدُ لله والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسولِ الله وبعدُ
من المعلوم والمقرر أن المحبَّة الحقيقية لرسول الله e هي المحبَّة الشرعية الإرادية الاختيارية ، والتي هي عملٌ من أعمال القلوب ، لا أن نكتفي بالمحبَّة الفطرية البشرية كما كان أبو طالبٍ في محبَّته للنبي e ؛ لأنها كانت محبَّة قرابة وحميَّة .
قال شيخ الإسلام - رحمه الله - في مجموع الفتاوى 10 / 649 ( وليس للخلْقِ محبةٌ أعظمَ ولا أتمَّ من محبَّة المؤمنين لربهم ، وليس في الوجود ما يستحقُ أن يُحَبَّ لذاته من كل وجهٍ إلاَّ الله تعالى ، وكل ما يُحَبُّ سواه فمحبَّته تبعٌ لحُبِّه ؛ فإنَّ الرسول عليه الصلاة والسلام إنَّما يُحَبُّ لأجل الله ويُطاعَ لأجل الله ويُتَّبع لأجل الله ... ) أ – هـ
فلا أحد يُحبُّ لذاته إلاَّ ربُّ العالمين سبحانه وتعالى ..
ثمَّ نخلُصُ إلى دواعي محبَّة الرسول e ومنها :
1-أن حُبَّ النبي e تابعٌ لحب الله تعالى .
2-لكمال رأفته ورحمته بأُمَّته وحرصه على هدايتها ..
3-ما خصَّه الله به من كريم الخصال ورفيع الأخلاق مما ميَّزه على سائر الخلْق أجمعين .
هذه بعضها ، فتكون المحبَّة الحقيقية النافعة هي المحبَّة الشرعية كما مرَّ معنا ، لا أن تكون المحبَّةُ الفطريَّة لوحدها كما كان ذلك من بعض قرابته e .
وهو e بشرٌ من البشر ميَّزهُ الله بصفاتٍ ومزايا بشريَّة جعلتهُ محبوباً قبل نبوَّته ومبعثه كطيب أخلاقه وكريم معْشَرِهِ وصدقه وأمانته بأبي هو وأُمي ، فلمّا بُعِثَ كانت المحبَّةُ شرعية وهي المُقدَّمة دون غيرها من المحابِّ البشرية والفطريَّة .
بعض ما ذكرته منقولٌ باختصارٍ وتصرُّفٍ يسير من رسالة ماجستير بعنوان :
محبَّة الرسول e بين الاتبَّاع والابتداع
تأليف فضيلة شيخنا الدكتور / عبد الرؤوف محمد عثمان
وتقديم العلاَّمة الدكتور / سفر الحوالي ..
حفظهمُ الله جميعاً
والله تعالى أعلم