أما يتعلق بسؤال الكهنة, والمنجمين, والعرافين, والرمالين, وأشباههم من أصحاب الشعوذة, ودعوى علم الغيب, ودعوى أنهم يدركون أشياء بواسطة الجن ما أدركها غيرهم هذا كله لا يجوز, والرسول - صلى الله عليه وسلم - نهى عن إتيانهم وعن سؤالهم سئل عن الكهان-عليه الصلاة والسلام-فقال: (إنهم ليسوا بشيء فلا تأتوهم), وقال-عليه الصلاة والسلام-: (من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوماً) خرجه الإمام مسلم في صحيحه من حديث بعض أزواج النبي-عليه الصلاة والسلام-, وفي لفظ: (من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد-صلى الله عليه وسلم -), فهذا يدل على أن هؤلاء لا يأتون ولا يسألون ولا يصدقون؛ لأن عمدتهم الخرص والتكهنات التي لا أساس لها, أو الاعتماد على ما يقوله الجن وخرافات الجن وشياطينهم فلا يبغي أن يعتمد عليهم, وقد قالrلما قيل له إن الكهان قد يصدقون قال: (إنهم يصدقون في كلمة ويكذبوا في مائة), وفي لفظ: (في أكثر من مائة) وبين-عليه الصلاة والسلام-هذه الكلمة التي يصدقون بها هي التي يسمعونها من السماء يسمعها مسترقو السمع من السماء من الملائكة فيكذبون معها الكذب الكثير في بعض الروايات فيكذبون معها مائة كذبة,, وفي لفظ آخر فيقرفون ويزيدون, وفي بعضها يكذبون أكثر من مائة كذبة, فيقال قد صدقوا في كذا وكذا فيصدقون بسبب تلك الكلمة التي سمعت من السماء, والناس من عادتهم الميل إلى الشعوذة, وإلى كل ما يظنون أنه ينفع, فيتشبثون بكل شيء والمريض يتشبث بكل شيء أيضاً, فلهذا يصدقون كلام المنجمين في كذبهم الكثير بأسباب أنهم قد صدقوا في واحدة, أو نفعوا في واحدة, أو ثنتين مثلاً وهذا كله من طبيعة البشر الميل إلى من ظن أن عنده شيئاً, ولاسيما إذا كان قد عرف أن هناك قد نفع ولو في واحدة فيتعلق به ويصدقه في كل شيء ولا حول ولا قوة إلا بالله. جزاكم الله خيراً.
|
|